هيهارا عضو مجتهد
الجنس : عدد المساهمات : 169 الابراج : السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 14/08/2012 المزاج : هادئ
| موضوع: المرأة والمرآة الإثنين أكتوبر 22, 2012 1:36 pm | |
| هناك سر عجيب وراء ارتباط المرأة بالمرآة فهي لا تكاد تغفل عن النظر اليها (هذا ان لم نقل مرات في اليوم الواحد ). فما خصوصية تلك المرأة ام أن السبب في المرآة ذاتها ؟! في الحقيقة إن هذا الانشداد الدائم نحو المرآة ليس لدى المرأة فحسب بل هو لدى عامة البشر باختلاف مستوياتهم واعمارهم وبنسب متفاوتة حيث تكون المرأة اكثر من الرجل ولدى الشباب اكثر من غيرهم وهكذا ..... لقد حصلت المرآة على هذه المكانة لخصوصيتها الفريدة التي جعلتها اخلص صديق للإنسان , فالمرآة ترينا عيوبنا دون مجاملة وتدلنا على مواضع الخلل في مظهرنا وفي ذات الوقت لاتخبر احد بهذه العيوب , لذلك لا يرانا من يأتي بعدنا ما أرتنا المرآة من العيوب والاخطاء ومواطن الخلل , وكما وأنها لا تذكرنا بما رأته مسبقا وما نبهتنا اليه من تلك العيوب , فلو ازلناها وعدنا للنظر اليها لم نر عيوبنا السابقة , لهذا نرى ان الدين الاسلامي حينما اراد ان يوصف المؤمن قال : مرآة لاخيه المؤمن , حيث جاء عن رسول الله (ص) قوله :" المؤمن مرآة اخيه يميط عنه الاذى " . وانما يكون مرآة اذا ذكر له عيوبه ونصحه ليتركها وبهذا يكون قد جنبه الأذى , اما اذا لم يكن كذلك وجامله ولم يذكر له عيوبه بل وربما اطرى عليه واغراه بما هو عليه من العيوب فيكون قد غشه وخانه ولم يكم مرآة له وبالتالي فهو ليس اخاً له وليس مؤمناً لوجود الملازمة بين الاخوة والايمان حيث قال تعالى :" انما المؤمنون اخوة " . وكما ان المرآة مثل ما ذكرنا ترينا العيوب ولاتحدث بها غيرنا فكذلك المؤمن يجب عليه ان ينبه اخيه المؤمن على عيوبه ولا يحدث بها احداً حتى لو كانت من الكبائر , الا اذا توقف اصلاحه على اعلام من يؤثر عليه بتركها فيخبره دون غيره , وبهذا يقول الامام الصادق (ع) :" ويجب للمؤمن على المؤمن ان يستر عليه سبعون كبيرة ". ورقم السبعون كما هو معروف في لغة العرب يستعمل لبيان الكثرة والمبالغة لا للتحديد فعندئذ يجب الستر عليه وتنبيهه ونصحه حينئذ يكون مرآته النقية التي تكشف له عيوبه بستر وصمت عن التشهير به , اما لمجرد سماع او استماع اقاويل الناس فيه فان اشاعة هذه الاقاويل عنه مما حذر منها القرآن الكريم بقوله تعالى :" إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون " (النور :19) وفي الحديث القدسي يقول تعالى : ( من اعان اخيه بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : ايس من رحمتي ). واخيراً فإن المرآة تنسى ما قد كانت رأته من العيوب ولا تذكرها لصاحبها ولا تؤنبه بها وكذلك المؤمن لا يعير اخاه ولا يؤنبه لذنب او لعيب مهما كان . فقد روي عن ابي عبد الله (ع) أنه قال : ( من أنبَّ مؤمنا أنبَّهُ الله عز وجل في الدنيا والاخرة ) . لذلك فأن خير اخ في الدين من كان اكثر شبها بالمرآة بل واشد صفاءً ونقاءً منها ليكون مرآة لاخيه , فمن كانت له هكذا مرآة فليحرص على ان لا يخسرها ومن لم يكن لديه فليبحث وليجد في البحث فلا خير في حياة بلا مرآة . | |
|